الثِّقة، هذه القُوَّة الخَفِيَّة التي تجعل الأمور تبدو على ما يُرام. إنَّ وجود الثِّقة في مكان العمل يجعل فِرق العمل أكثر إنتاجًا، وسَير الاجتماعات أكثر فَعالِيَّة، كما يجعلك تعمل باستقلاليَّة. ولكن عندما يكون مستوى الثقة مُنخَفِضًا، خاصةً خلال أَزمِنة التَّغيير، فإنَّ كُلَّ واحِدٍ سَيَبِحَثُ عن مَخرجٍ. لماذا عَلى المُؤسَّسة أن تُكافِحَ مِن أَجل مُستويات عالية مِن الثِّقة؟ هل يُوجد أي نصيحة للقادة مِن أجل زيادة الثِّقة؟

إنَّ الثِّقة، بالنّسبة للبعض، هي تجربة يَصعُبُ وصفها بالكلمات.

الثقة هي:

  • الشُّعور بالأمان في القُدرة على الاعتماد على شخص،
  • الشُّعور بالرِّضى في التَّعاون مع فَريق وتجربة العمل الجَماعي معه،
  • الشُّعور باليقين عند القيام بِمُجازَفاتٍ مَدروسة،
  • الشُّعور بالوضوح في التَّواصل الصّادق والمنطقي.

 

 هل تستحق الثّقة المُكافَحة مِن أجلِها؟

ما هُو عائد الاستثمار لشركةٍ ذات مستوى عالٍ مِن الثِّقة؟ أَظْهَرَت الأبحاث أنَّ الشَّركات ذات مستوى عالٍ مِن الثقة لديها فعاليَّة وإنتاجيَّة أكبر، وزيادة التَّعاون، وإنفاقُ موارِد أَقَلّ على الفوضى في التَّنظيم.

بِقَلَم لِيا بروفِداني،TheTrust Architect

باستِطاعَتِنا قِياس عائد الاستثمار مِن الثِّقة عن طريق دراسة الأداء المالي للشّركات ذات المستوى العالي مِن الثِّقة. أظهرت الأبحاث  التي أُجْرِيَتْ حول العالم أَنَّ المُؤسَّسات العالِيَة الثِّقة تَتفَوَّقُ على مُنافِسيها وتُحَقِّقُ أرباحًا أكثر بِثلاثة أضعاف. بالإضافة إلى الاستفادة الماليّة، فإنَّ نتائج الثِّقة في المؤسّسات هي:

  • بقاء الموظفين في الشركة وازدياد تفاعلهم.

  • ازدهار الإبداع.

  • تعزيز السُّمعة الحَسَنة للشّركة.

إضغَط هُنا لِلِقاء لِيا بروفِداني، The Trust Architect ، كندا.

المُتكلِّمة البارِزة في مُؤتمر القمّة السابع عشر للذكاء العاطفي.

ثلاثُ خطواتٍ عمليّة للقادة لزيادة الثِّقة:

  •  إمنَح الثِّقة كَي تَكسَبَها.

أَوْضَحَ المُدير التَّنفيذي لشركة Six Seconds، جوش فْريدمان، أنَّ “الثِّقة هي شارع ذو اتِّجاهين“. تُبْنى الثِّقة بين الأشخاص عندما تُعطى وتُتَبادَلُ. ولكن لا يُمكِنكَ مُجَرَّد القول للآخرين “ثِقْ بي” وتَوَقُّع الحصول على الثِّقة. جوش يقول ” يحتاجُ القادة أن يعطوا الثِّقة للآخرين حتى يَكسَبوا ثِقَتَهُم”.

 

يُؤَيِّدُ ذلك المُدير التَّنفيذي لِشَركة Mega، الدكتور عبدالحي مِقداد. فهو ينصَحُ القادة بِقَولهِ: “أعطوا  المُوظَّفين الصّلاحيَّة لأخذ القرارات ومسؤوليَّة مشاريعِهِم، وستنمو الثِّقة جَرّاء ذلك”. هذه العملية  تبني الثِّقة مِن البِداية ، كونُك تَعتَمِد عليهِم في نفس الوقت الذي يعتمدون فيه عليك.

إضغَط هُنا لِلِقاء الدكتور عبدالحي مِقداد ،Possibility Awakener ،السُّعوديّة.

المُتكلِّم البارِز في مُؤتمر القمّة السابع عشر للذكاء العاطفي.

 ضَع الهدف في المركز.

هل يسيرُ فريقُك على خطِّ واحِدٍ مع المُهِمّةِ أو هدفِ عَمَلِكَ؟  هل تقضي القيادة وقتًا في الشَّرح وضَمِّ الأشخاص لِدعم الفكرة الرَّئيسيّة للشركة، أم أنَّها تستنفِدُ مُعظم طاقتها على الأمور الصَّغيرة؟ إنَّ المجموعات المُستَثْمَرة في الهدف الأكبر لديها مستويات ثِقة أكبر.

تقول مُديرة شركة “Momentum4″، لارا ويليامز، أَنَّهُ “لِبِناء الثِّقة، تأكَّدْ أنَّ مُوَظَّفيكَ يفهمون الهدف الأكبر للشَّركة، والرُّؤية التي لديك، والدَّور الذي يلعبونَهُ في هذه الرّؤية”.

إضغَط هُنا لِلِقاء لارا ويليامز، Energy Optimizer ، المملكة المُتَّحِدة.

المُتكلِّمة البارِزة في مُؤتمر القمّة السابع عشر للذكاء العاطفي.

تَنمو الثِّقة عندما تُبنى مِن الأساس صُعودًا.

  • كن جديرا بالثقة

 

لَعَلَّ هذه النَّصيحة هِي الأكثر مُباشرةً. يأتي بناء الثّقة مِن التَّصَرُّفات والكلمات الجديرة بالثّقة. إوْفِ وُعودك وكُن ثابِتًا ومُستمرًّا في أفعالك.

عَميدة جامعة مَسقط، الدكتورة ياسمين البُلوشي، تُشَجِّعُ القادة بقولِها: “مارس وإِفْهَم الذكاء العاطفي بِوضوح. بِمعنى آخر، لِتَكُنْ أفعالُكَ كَأقوالِكَ. إنَ التَّواصل مُهِمٌّ جِدًّا، لِذلك وَسِّعْ تواصُلَكَ ليكون أكثرَ صراحَةً وشفافيّة. مُشاركة المعلومات مع فِرق العمل تَزيدُ من تعاون الجميع وتجعل المؤسسة أكثر فعاليّة”.
اضغَط هُنا لِلِقاء الدكتورة ياسمين البُلوشي، Leadership Catalyst، سلطنةعُمان.

المُتكلِّمة البارِزة في مُؤتمر القمّة السابع عشر للذكاء العاطفي.

هل أنتَ جَديرٌ بالثِّقة؟

“الثِّقة تجعل مؤسَّستك “مستعدّة للتغيير

تُشبِهُ الثِّقة داخل المؤسّسة شَريطًا مَطّاطِيًّا مَرِنًا. تَمْتَدُّ الثِّقة في كُلِّ المُؤسَّسة، قبل حدوثِ تَغييرٍ، عندما يكون مُستوى التَّواصل عاليًا والعلاقات وَطيدة. الثِّقةُ هي عاملُ المُرونَةِ الذي يَسمَحُ لِفِرَق العَمل أَن تكون أكثَرَ قُدرةً على التَّحَمُّل والتَّكَيُّف خلال أوقات حُدوث التَّغيير. تستطيع فرق العمل العودة للإنتاجيّة لأنَ لَدَيْهِم رِباط الثِّقة فيما بينهم. تَحِثُّ لارا ويليامز القادة على “مُمارسة الثِّقة خلال أوقات التَّغييرـــــــ أخبِروا الأشخاص عن تَغَيُّر الأمور وقت وخلال حُدوث التَّغيير وليس بعد الحدث”. عندما يُشارك القادة عِبءَ التَّغيير مع الآخرين، ويُدخلونَهُم في مراحِل الانتقال، فإنَّ ذلك يمنَحُ المزيد مِن الأشخاص فُرَصًا لِيكونوا أصحابَ مصلحةٍ ومُستَثمَرين في علاقاتٍ تربُطُها الثِّقة. إنَّ بِناء الثِّقة في المؤسَّسات هو إحدى أفضل الطُّرق للاستعداد للتَّغيير والنُّمُو في مُواجهة مُستقبَلٍ غير مُؤكَّد