٧ حقائق مذهلة عن العواطف:

فهم كيفية عمل العواطف يمكّنك من التعامل معها بشكل أكثر فعالية

العواطف جزء من البيولوجيا البشرية. فهي عبارة عن مواد كيميائية تساعد على تنظيم عقولنا وأجسادنا، وتساعدنا على التعامل مع تعقيدات اتخاذ القرارات والتفاعل مع الناس وإيجاد طريقنا في الحياة. نشعر بالعواطف لمساعدتنا على الانتباه وتركيز انتباهنا وتحفيزنا على العمل. وعلى الرغم من أنها تكون مربكة في بعض الأحيان، إلا أن العواطف جزء منا، لذا قد نتعلم كيف نستخدمها بشكل جيد – وهذه الحقائق السبع الأساسية عن العواطف هي نقطة انطلاق جيدة.

بقلم مايكل ميلر

 

 

٧ حقائق مذهلة عن العواطف

١-العواطف إشارات كهروميكانيكية تتدفق داخلنا في دورة لا تنتهي

يتم إفرازها في أدمغتنا استجابة لتصوراتنا حول العالم. نحن نشعر بها طوال الوقت، وهذا يجعلني أتساءل: لماذا تعلمت كيفية قسمة كسر على آخر وتفاصيل عن هنري الثامن وقطع رؤوس زوجاته، بينما لم أتعلم شيئًا تقريبًا عن شيء بالغ الأهمية لصحة جسدي وعقلي اليومية؟ على أي حال، يتم إفراز العواطف في أدمغتنا وتنتشر في جميع أنحاء أجسامنا طوال الوقت. كما يتم إنتاجها أيضًا في أجسامنا وتنتقل إلى أدمغتناأنصحك بقراءة هذا المقال بعنوانفيزياء العاطفة: الدكتورة كانديس بيرت حول الشعور بالرضا، والذي يتناول بشكل أعمق فكرة العواطف كحلقة تغذية راجعة تحمل معلومات تساعدنا على العمل.

 

تتدفق المشاعر في أجسادنا طوال الوقت، وتنظم كل شيء، بما في ذلك أفكارنا. لذا ألا يجب أن نتعلم عن المشاعر – على الأقل على قدم المساواة مع الموضوعات الأكاديمية مثل الحرب الهندية الفرنسية وكيفية حساب زوايا المثلث؟

٢-هناك 8 عواطف أساسية – وعدد لا حصر له من التنويعات الدقيقة لتلك العواطف

العواطف الثمانية الأساسية هي: الفرح، الحزن، الخوف، الاشمئزاز، الدهشة، الترقب، الغضب، والثقة. هناك نماذج مختلفة تحدد ما هي العواطف الأساسية، لكن هذا النموذج يأتي من عالِم يُدعى روبرت بلوشيك، الذي أنشأ أيضًا “عجلة العواطف” لتوضيح هذه المشاعر الثمانية بطريقة جذابة. تُظهر هذه العجلة بصريًا ديناميكية العواطف، مثل ما يحدث للعاطفة إذا تُركت دون ضبط، وماذا يحدث عندما تدمج عاطفتين معًا، كأن تجمع بين الترقب والفرح. إنه أمر مثير للاهتمام، خاصة إذا كنت تعرف كيف تفسر العجلة. للحصول على تحليل كامل، اطلع على عجلة بلوشيك للعواطف. إذا كنت ترغب في تعزيز مهارتك في فهم العواطف، وهي عنصر أساسي في ممارسة الذكاء العاطفي، فهذا مكان ممتاز للبدء.

 

٣-العواطف محايدة

بمعنى آخر، ليست بعض العواطف جيدة بطبيعتها، والأخرى سيئة بطبيعتها. قد يبدو الأمر كذلك، لأن الفرح، على سبيل المثال يبدو بوضوح أفضل من الحزن. أعني، من الذي يريد أن يشعر بالحزن؟ لكن هناك مشكلتان في هذا النوع من التفكير
المشكلة الأولى هي أن الفرح والحزن يشتركان في أوجه تشابه أكثر مما نعتقد. الفرح يعني أنني حصلت على شيء أهتم به.الحزن يعني أنني فقدت شيئًا أهتم به. لذا، هما في الحقيقة وجهان لحاجة واحدة، ولا يمكن أن نملك أحدهما دون الآخر
والمشكلة الثانية هي أن كل عاطفة ما هي إلا إشارة، تحمل رسالة. حتى العواطف الصعبة مثل الخوف أو الغضب أو الحزن،تؤدي وظيفة مهمة.

٤- وظيفة العواطف هي توجيهنا نحو البقاء والازدهار.

العواطف تُركّز انتباهنا وتحفزنا على اتخاذ مسار معين من الفعل. ولكل عاطفة هدف. خذ الغضب كمثال. الغضب هو إشارة إلى أن طريقنا قد سُد. يوجه انتباهنا نحو التهديد ويحفزنا على الرد، سواء بالقتال أو بتخطي العقبة. نعم، يمكن استخدامه بشكل مدمر، لكنه يمنحنا أيضًا الطاقة لإيجاد حلول للمشكلات الملحة.
وماذا عن عاطفة أخرى مثل الفرح؟ الفرح يوجه انتباهنا نحو فرصة ما، ويحفزنا على الاستمرار فيما نقوم به. نشعر بالفرح عندما نختبر المعنى والتواصل، والغرض من هذه العاطفة هو أن تُخبرنا بأن هذه الأشياء جيدة ويجب أن نسعى لها.
وقد طورت مؤسسة Six Seconds أداة تُدعى “مخطط المشاعر Emotoscope”، تساعد في فك رموز الغرض والمعنى من مختلف المشاعر. يحتوي المخطط على عشرات المشاعر – جميعها تنويعات من الحزن، الفرح، الخوف، والغضب – مع الرسالة التي تحملها كل عاطفة.
على سبيل المثال، قبل عدة أيام، كنت أشعر بالإرهاق من الحياة. كنت مشغولًا جدًا ورأسي ممتلئ بالأفكار. نظرت إلى المخطط، وتحت تصنيف الحزن، وجدت كلمة “الإرهاق”. فما كانت رسالة هذا الشعور؟ أن تُدرك أنك بحاجة إلى تحديد الأولويات.

٥- العواطف معدية.

المشاعر تنتقل بين الناس مثل الفيروس، حتى لو لم نكن نولي اهتمامًا للعواطف. سواء كنا في مجموعة أو مع شخص واحد فقط يمكننا أن “نلتقط” المشاعر الإيجابية والسلبية على حد سواء. والأساس التطوري لذلك بسيط: البشر لم ينجوا ويزدهروا إلا في جماعات. نحن مخلوقات اجتماعية. ولهذا السبب، لدينا ميل لالتقاط الحالات العاطفية لبعضنا البعض.
فكّر في الأمر بهذه الطريقة: إذا رأيت الخوف على وجه شخص آخر، فإن فرص نجاتك تكون أعلى إن تفاعلت بسرعة – إذا تم تفعيل استجابتك للخوف فورًا. قد يكون هذا هو الفرق بين أن تلتهمك النمر الذي رآه صديقك – أو أن تنجو.
وليس الأمر مقتصرًا على الخوف فقط. نحن نرسل ونلتقط باستمرار إشارات عاطفية عبر عدة آليات، منها نبرة الصوت، وتعبيرات الوجه، ووضعية الجسم، وأنماط سلوكية معينة. إنها وسيلة تواصل بالغة الأهمية نشارك فيها جميعًا، حتى وإن لم نكن ندرك ذلك. إنها مزروعة فينا بعمق لدرجة أننا نقلّد دون وعي بطء حركة كبار السن – وهذه واحدة من الحقائق المفضلة لدي عن العواطف!
وقد وجدت دراسة أجرتها فيسبوك بالتعاون مع جامعة كورنيل أن العدوى العاطفية تحدث حتى على وسائل التواصل الاجتماعي. نحن مبرمجون بعمق.

٦-العواطف تختلف عن المشاعر – والمزاج.

لكنها بالطبع مترابطة. فما الفرق بينها؟ ببساطة: الزمن، ومدى تدخل التفكير الواعي لدينا.
العاطفة هي استجابة كيميائية وفسيولوجية فورية، أما الشعور فهو تفسيرنا الذهني لتلك العاطفة، في حين أن المزاج هو حالة عاطفية أكثر دوامًا واستقرارًا.
للاطلاع على تحليل معمق لهذا الفرق، يمكنك قراءة هذا المقال: ما الفرق بين العواطف والمشاعر والمزاج؟

هل تعلم أننا ”نلتقط“ المشاعر من الآخرين – حتى عندما لا ننتبه بوعي؟ إنه الأساس العصبي للتعاطف ويخبرنا الكثير عن علاقاتنا.

٧- يتم امتصاص العواطف في الجسم خلال حوالي ست ثوانٍ.

كل دفعة من المواد الكيميائية العاطفية – من اللحظة التي يتم إنتاجها فيها في منطقة تحت المهاد (الهايبوثالاموس) إلى أن يتم تحليلها وامتصاصها بالكامل – تستغرق حوالي ست ثوانٍ فقط. وهذا هو أصل اسم منظمتنا “Six Seconds” (ست ثوانٍ).
إذا كنا نشعر بعاطفة ما لأكثر من ست ثوانٍ، فإننا – على مستوى ما – نختار إعادة خلق تلك المشاعر وتغذيتها من جديد.
أحيانًا يكون هذا أمرًا جيدًا – فإذا كان النمر لا يزال يطاردك، فإن تلك المواد الكيميائية الخاصة بالخوف تساعد في إنقاذ حياتك. وأحيانًا لا يكون الأمر مفيدًا.
لكن إدراك العاطفة التي نشعر بها، وتقييم هدفها بالنسبة لظروفنا، ثم اتخاذ قرار بشأن ما إذا كنا سنستمر في تغذيتها – هذا هو جوهر الذكاء العاطفي.
إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن الذكاء العاطفي وكيفية ممارسته، يمكنك الاطلاع على: ابدأ مع الذكاء العاطفي