ما هو الذكاء العاطفي؟ تعريف الذكاء العاطفي وكيفية تطوير مهاراتك في الذكاء العاطفي

الذكاء العاطفي (EQ) هو القدرة على مزج التفكير والمشاعر لاتخاذ قرارات مثالية — وهي مهارة حيوية للنجاح في عالمنا المعقد اليوم. ببساطة، هو أن تكون أكثر ذكاءً في التعامل مع المشاعر. يساعدنا الذكاء العاطفي على فهم أنفسنا، واتخاذ قرارات أفضل، والتواصل مع الآخرين. في هذا المقال، ستتعرّف على المعنى الحقيقي للذكاء العاطفي، وكيفية عمله، وكيفية تطويره — من خلال أدوات عملية وأفكار مستندة إلى عقود من الأبحاث أجرتها منظمة Six Seconds، أكبر منظمة غير ربحية متخصصة في الذكاء العاطفي في العالم.

ما الذي ستجده في هذه الصفحة:

◀ ما هو الذكاء العاطفي؟
◀ نموذج Six Seconds للذكاء العاطفي
◀ لماذا الذكاء العاطفي أكثر أهمية من أي وقت مضى
◀ كيف تطوّر الذكاء العاطفي
◀ موارد مجانية لتنمية الذكاء العاطفي
◀ الذكاء العقلي مقابل الذكاء العاطفي: أيهما أكثر أهمية؟
◀ أبحاث عالمية حول الذكاء العاطفي
◀ تاريخ الذكاء العاطفي

ما هو الذكاء العاطفي؟

الذكاء العاطفي يعني أن تكون أكثر ذكاءً في التعامل مع المشاعر. تمامًا كما يتيح لك الذكاء الرياضي حل الألغاز العددية المعقدة، فإن الذكاء العاطفي يمكّنك من التعامل مع التحديات العاطفية المعقدة. أحد العناصر الأساسية في ذلك هو ممارسة استخدام المشاعر كمصدر للمعلومات — أي ملاحظتها، وفهمها، والاستجابة لها بوضوح وهدف. الأمر لا يتعلق بالمبالغة في التعبير العاطفي أو الحفاظ على الهدوء دائمًا، بل يتعلق بالوعي بكيفية تأثير المشاعر على القرارات والعلاقات والأداء — وتعلّم كيفية توظيف هذا الوعي لعيش حياة أكثر فاعلية وإشباعًا.

نموذج Six Seconds للذكاء العاطفي

لمساعدة الأفراد على تطبيق الذكاء العاطفي في الواقع، طوّرت منظمة Six Seconds عملية عملية مكوّنة من ثلاثة أجزاء يمكن لأي شخص استخدامها لتحسين مهارات الذكاء العاطفي في الحياة اليومية. يستند هذا النموذج إلى علم الأعصاب، ويُستخدم من قبل أفراد ومؤسسات في أكثر من 150 دولة، ويُعد أحد أكثر أطر العمل في الذكاء العاطفي استخدامًا في العالم. كما يشكّل الأساس لاختبار الذكاء العاطفي من Six Seconds (SEI)، الذي خضع له أكثر من 500,000 شخص حول العالم.

يركّز النموذج على ثلاث ممارسات أساسية:

اعرف نفسك — طوّر وعيك بمشاعرك وأنماطك السلوكية
اختر نفسك — توقّف، تأمّل، وتصرف بوعي ونيّة
امنح نفسك — انسجم في أفعالك مع قيمك وهدفك

تساعد هذه الخطوات الثلاث الأفراد على فهم مشاعرهم، والتحكم في ردود أفعالهم، والاستجابة بتعاطف ووضوح وهدف. وبدلاً من التعامل مع الذكاء العاطفي كمفهوم نظري، يقسم النموذج المهارات إلى كفاءات محددة وقابلة للقياس — مثل التنقل بين المشاعر، وممارسة التفاؤل، وتعزيز التعاطف — وهي كفاءات تؤدي إلى نتائج ملموسة في العمل والعلاقات والحياة. هذا النهج العملي يجعل الذكاء العاطفي قابلاً للتطبيق والتعلّم، وهو مدعوم بأكثر من عقدين من الأبحاث العالمية.

سواء كنت قائدًا أو معلمًا أو والدًا أو مدربًا، يقدم لك نموذج Six Seconds خارطة طريق لتطوير الذكاء العاطفي بشكل مستمر ومستدام.

🔗 اكتشف المزيد عن نموذج Six Seconds للذكاء العاطفي 

 

 

 

قبل أن تتابع القراءة، قد ترغب في تحميل كتابنا الإلكتروني المجاني “ممارسة الذكاء العاطفي“. يتضمن هذا الكتاب تمارين مبنية على أدلة علمية تعزز قدرتك على فهم مشاعرك والتعامل معها، كما يزوّدك بأدوات تساعدك في تنمية الذكاء العاطفي لدى عملائك أو طلابك أو موظفيك.

لماذا يُعدّ الذكاء العاطفي أكثر أهمية من أي وقت مضى

في عالمنا السريع التغير، لم يعد الذكاء العاطفي مجرد “ميزة إضافية”، بل أصبح مهارة ضرورية للتعامل مع التعقيد، والقيادة بفعالية، وبناء حياة ذات معنى. تُظهر الأبحاث باستمرار أن الذكاء العاطفي العالي يرتبط بأداء أقوى، وعلاقات أفضل، ورفاهية أكبر. لكن الأمر لا يتعلق فقط بالنجاح الفردي؛ فالمؤسسات التي تعزز الذكاء العاطفي تسجّل معدلات أعلى في تفاعل الموظفين، ودوران وظيفي أقل، ونتائج أفضل على مستوى الفرق.

والحاجة إلى الذكاء العاطفي تزداد باستمرار. من تفاقم الإرهاق المهني إلى التحديات العالمية في الصحة النفسية، يُعدّ الذكاء العاطفي مسارًا حاسمًا للتقدم. فالصعود السريع للذكاء الاصطناعي يسرّع التغيير في مختلف الصناعات — من خلال أتمتة المهام الروتينية وتعزيز قيمة ما لا تستطيع الآلات القيام به: التعاطف، والتواصل، والقيادة الهادفة. وفي الوقت نفسه، يشعر الناس بأنهم مثقلون عاطفيًا ومنفصلون عن بعضهم أكثر من أي وقت مضى.

وفقًا لتقرير State of the Heart — وهو أكبر دراسة في العالم حول الذكاء العاطفي — فإن معدلات الذكاء العاطفي العالمية انخفضت لأربع سنوات متتالية. كما أن معدلات الرفاهية في أدنى مستوياتها على الإطلاق، والإرهاق المهني في ازدياد عبر معظم القطاعات. في هذا السياق، لا يُعدّ الذكاء العاطفي مجرد لطف، بل هو القدرة على الصمود، والتصرف بوعي، والفعالية في مواجهة عدم اليقين.

كيف تطوّر ذكاءك العاطفي

الخبر السار؟ الذكاء العاطفي ليس صفة ثابتة — بل هو مجموعة من المهارات العملية والقابلة للتعلّم يمكن تقويتها بمرور الوقت. في منظمة Six Seconds، أمضينا أكثر من 25 عامًا في دعم الأفراد حول العالم لتطوير ذكائهم العاطفي باستخدام أدوات بسيطة ومستندة إلى أدلة علمية. سواء كنت والدًا، أو معلمًا، أو مدربًا، أو قائدًا في مجال الأعمال، يمكنك بناء الذكاء العاطفي بطرق تتماشى مع أهدافك وقيمك.

فمن أين تبدأ؟ إحدى أسهل الطرق هي من خلال موردنا المجاني: كتاب ممارسة الذكاء العاطفي. هذا الدليل المكوّن من 44 صفحة يتضمن أمثلة من الحياة الواقعية، ورؤى مدعومة بالأبحاث، ونماذج عمل قابلة للتطبيق فورًا — سواء بشكل فردي أو مع فريقك. وإذا كنت تفضّل التعلم التفاعلي المباشر، يمكنك الانضمام إلى أحد الويبينارات المجانية التي نقدّمها. تقود هذه الجلسات نخبة من خبراء الذكاء العاطفي وتهدف إلى مساعدتك في فهم علم المشاعر وكيفية تطبيق الذكاء العاطفي في حياتك اليومية.

المفتاح هو الممارسة. الذكاء العاطفي لا ينمو من خلال النظريات، بل من خلال العمل المنتظم والمتعمّد. جرّب هذا التمرين التأملي البسيط المستند إلى نموذج Six Seconds: 1-2-3 KCG

اعرف نفسك – اسأل: ماذا أشعر الآن؟ وماذا أيضًا؟
اختر نفسك – اسأل: ما الخيارات المتاحة أمامي؟ وما العواقب؟
امنح نفسك – اسأل: ماذا أريد حقًا — لنفسي وللآخرين؟

مع الوقت، تصبح هذه اللحظات الصغيرة أساسًا لوعي ذاتي أعمق، وعلاقات أقوى، وقدرة أفضل على اتخاذ القرارات.

موارد مجانية لتنمية الذكاء العاطفي

لا تحتاج إلى شهادة في علم النفس أو خطة خمسية لتبدأ في ممارسة الذكاء العاطفي. أحيانًا، كل ما يتطلبه الأمر هو أداة واحدة، أو تذكير بسيط، أو لحظة تأمل. إليك بعض الطرق لمواصلة رحلتك:

🔍  حمّل كتاب “ممارسة الذكاء العاطفي” الإلكتروني
دليل مصمّم بشكل جميل من 44 صفحة يحتوي على أنشطة، وأسئلة تأملية، ونماذج عمل لمساعدتك على تطبيق الذكاء العاطفي في حياتك الشخصية والمهنية.
احصل على نسختك المجانية →

📅  انضم إلى ويبينار مباشر ومجاني
استكشف مواضيع الذكاء العاطفي مع خبراء عالميين في الوقت الفعلي. هذه الجلسات تفاعلية، عملية، ومجانية تمامًا.
احجز مقعدك الآن →

👨🏽‍💻 اشترك في نشرتنا الأسبوعية المجانية
آخر الأبحاث في علم النفس وعلم الأعصاب. لا رسائل مزعجة. يمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت.
أرسلوا لي محتوى رائعًا →

🌍 اقرأ أحدث تقرير State of the Heart
تعرّف على نتائج أكبر دراسة في العالم حول الذكاء العاطفي — مع رؤى مستخلصة من أكثر من 200,000 شخص في أكثر من 200 دولة.
اطّلع على أحدث الأبحاث →

سواء كنت جديدًا على مفهوم الذكاء العاطفي أو ممارسًا متمرسًا، فهذه الأدوات المجانية موجودة هنا لتساعدك على النمو والتطور.

الذكاء العقلي مقابل الذكاء العاطفي: أيهما أكثر أهمية؟

هل الذكاء العاطفي أهم من الذكاء العقلي؟ في الحقيقة، هذا هو السؤال الخطأ. فهذان الجانبان من الذكاء ليسا في صراع — بل هما متكاملان. الذكاء العاطفي يُعزز الأداء العقلي من خلال مساعدتنا على إدارة التوتر، والحفاظ على الدافع، والتعاون بفعالية.

يخبرنا علم الأعصاب أن التفكير والمشاعر متشابكان بعمق. فقد أظهرت دراسات لباحثين مثل ماري هيلين إيموردينو-يانغ أن نفس الدوائر العصبية التي تُستخدم في التعلم تُستخدم أيضًا في معالجة المشاعر. وكما كتب جون ميدينا في كتابه قواعد الدماغ: “نحن لا نتعلم من خلال المنطق فقط؛ فالعواطف تلعب دورًا حاسمًا في الذاكرة، واتخاذ القرار، والانتباه.”

بعبارة أخرى: نحن لا “نفكر” بجزء من الدماغ و”نشعر” بجزء آخر — بل نستخدم كلا الجانبين معًا، طوال الوقت.

وعلى الرغم من ذلك، لا تزال العديد من أنظمة التعليم وأماكن العمل تُعطي الأولوية للذكاء العقلي — المنطق، والاستدلال، والمهارات التقنية — بينما تقلل من قيمة المهارات العاطفية التي تجعل تلك القدرات قابلة للتطبيق والديمومة في الواقع. من خلال تطوير الذكاء العاطفي، نقوّي قدرتنا على التركيز، وحل المشكلات، وبناء علاقات فعالة مع الآخرين.

الأبحاث العالمية حول الذكاء العاطفي

كل عام، يخضع عشرات الآلاف من الأشخاص حول العالم لاختبار الذكاء العاطفي من Six Seconds (SEI) لقياس وتعزيز ذكائهم العاطفي. ويتم جمع النتائج ونشرها في تقرير State of the Heart — وهو أكبر دراسة في العالم عن الذكاء العاطفي.

توفّر هذه الأبحاث نظرة عميقة على المشهد العاطفي لعالمنا، مستندة إلى بيانات من أكثر من 200,000 شخص في أكثر من 200 دولة وإقليم. والنتائج واضحة: نحن نعيش حالة من الركود العاطفي العالمي.

بعض أبرز النتائج من التقرير الأخير:

  • معدلات الذكاء العاطفي العالمية انخفضت لأربع سنوات متتالية

  • الرفاهية في أدنى مستوياتها منذ أكثر من عقد

  • الإرهاق المهني في ازدياد في أكثر من 65% من القطاعات، خصوصًا بين المديرين والقادة

لكن البيانات تحمل أيضًا بصيص أمل. حيث يُظهر التقرير أن الأشخاص ذوي الذكاء العاطفي العالي يتمتعون بـ:

  • رضا أكبر عن حياتهم

  • أداء أعلى في العمل

  • علاقات أقوى

  • مرونة أكبر في مواجهة الضغوط

ومع تصاعد التحديات مثل تأثيرات الذكاء الاصطناعي، والعمل عن بُعد، وعدم اليقين العالمي، لم تكن الحاجة إلى الذكاء العاطفي أكثر إلحاحًا من الآن.

📊  اقرأ التقرير الكامل State of the Heart من هنا.

حمّل كتاب “ممارسة الذكاء العاطفي” الإلكتروني مجانًا

هل ترغب في معرفة المزيد عن المشاعر والذكاء العاطفي؟ احصل على كتاب إلكتروني مجاني مكوّن من 44 صفحة لاستكشاف “عجلة بلوتشيك للمشاعر” وكيفية استخدامها لبدء ممارسة الذكاء العاطفي.

ماذا يتضمن الكتاب:

  • ملصق مجاني لعجلة بلوتشيك للمشاعر يمكنك استخدامه في مكتبك أو صفّك

  • العشرات من الأنشطة والتمارين لتطبيق الذكاء العاطفي عمليًا

  • قائمة موسّعة من كلمات المشاعر لتعزيز ثروتك العاطفية

تاريخ الذكاء العاطفي

يمكن القول إن دراسة الذكاء العاطفي بدأت منذ حوالي 2000 عام، عندما كتب أفلاطون: “كل تعلّم له أساس عاطفي”. لكن مصطلح “الذكاء العاطفي” — باعتباره شكلاً من أشكال “الذكاء” القابلة للاختبار العلمي — يعود إلى مقال رائد نُشر عام 1990 من قبل باحثين هما بيتر سالوفاي وجون ماير. ثم نال المصطلح شهرة واسعة بفضل دانييل جولمان في كتابه الصادر عام 1995 بعنوان الذكاء العاطفي: لماذا قد يكون أكثر أهمية من الذكاء العقلي. واستلهامًا من كتاب جولمان، أنشأ فريق Six Seconds في عام 1997 إطارًا لتعليم وتطبيق مهارات الذكاء العاطفي.

الأسئلة الشائعة حول الذكاء العاطفي (FAQs)

ما الفرق بين الذكاء العاطفي (EQ) والذكاء العقلي (IQ)؟
يقيس الذكاء العقلي القدرات المعرفية مثل المنطق والاستدلال، بينما يقيس الذكاء العاطفي المهارات العاطفية والاجتماعية — مثل الوعي الذاتي، والتعاطف، وإدارة التوتر. كلاهما مهم، لكن الذكاء العاطفي غالبًا ما يكون مؤشرًا أدق للنجاح في الحياة الواقعية، خاصة في القيادة والعلاقات.

هل يمكن تحسين الذكاء العاطفي؟
بالتأكيد. الذكاء العاطفي هو مجموعة من المهارات — وكأي مهارة، يمكن تعلّمها وتقويتها من خلال الممارسة، والتأمل، والدعم. وهذا هو جوهر نموذج Six Seconds.

هل الذكاء العاطفي يعني أن أكون لطيفًا دائمًا؟
لا. الذكاء العاطفي لا يعني أن تكون متساهلًا أو موافقًا طوال الوقت. بل يعني استخدام المشاعر بوعي — بما في ذلك وضع الحدود، واتخاذ قرارات صعبة، والتعامل مع النزاعات بوضوح وتعاطف.

كيف يمكنني قياس ذكائي العاطفي؟
تقدّم Six Seconds اختبار الذكاء العاطفي (SEI)، وهو أداة معتمدة علميًا توفّر لمحة واضحة عن مهاراتك العاطفية وكيفية تطويرها. تعرف على المزيد حول اختبار SEI →

من الذي يحتاج إلى الذكاء العاطفي؟
الجميع. من قادة الأعمال إلى المعلّمين، ومن الآباء إلى المراهقين — الذكاء العاطفي ضروري لبناء علاقات أقوى، وتحسين الأداء، وعيش حياة ذات هدف.

ما الجديد في الذكاء العاطفي؟

تطبيق أهداف التنمية المستدامة على أرض الواقع من خلال الذكاء العاطفي

تطبيق أهداف التنمية المستدامة على أرض الواقع من خلال الذكاء العاطفي

الأهداف العالمية إذا كان بإمكانك أن تجعل قادة العالم يتفقون على أولوية من أجل عالم أفضل، فماذا ستختار؟ في عام 2015، وبمساهمة من أكثر من 10 ملايين مواطن، اعتمدت الأمم المتحدة 17 هدفًا نبيلًا للحفاظ على مستقبل البشرية، مثل القضاء على الجوع وضمان التعليم للجميع وإحلال...

ترجمة المشاعر – فك شيفرة المشاعر

فك شفرة المشاعر بقلم جوشوا فريدمان | 29 يوليو 2023 أذكى في المشاعر: الجزء الثاني  قدم الجزء الأول فكرة أن تصبح أكثر ذكاءً فيما يتعلق بالمشاعر – وكيف يمكن أن يساعدك ذلك في الحصول على المزيد مما تريد … وأقل مما لا تريده! لقد وعدت في هذا المقال بأن أكتب المزيد عن العواطف...